حاتم بن مخلف الرفاعي


الشيخ المربي حاتم بن مخلف الرفاعي

هو العالم العابد الزاهد المربي القدوة الطود الشامخ الجبل الراسخ خدم العلم الشيخ حاتم بن مخلف البغدادي مولداً وإقامةً , الدليمي نسباً , الرفاعي مشرباً , الحنفي مذهباً , الماتريدي معتقداً .

نشأته وولادته

نشأته وولادته

ولادته - حفظه الله تعالى ومتعه بالصحة والعافية والعمر المديد-:
ولد سنة (1957)، الموافقة بالهجري (1388هـ)، في بغداد -دار السلام- في مدينة الوشاش، وهذه المدينة مدينة شعبية كانت مُشغفة بحب الصالحين والصوفية، ويذكر شيخنا قائلًا: "..أنه كانت الوالدة -رحمها الله تعالى- تزرع في قلوبنا محبة الأولياء ونحن براعم صغار، ثم نشأتُ في مدينة الوشاش في عائلة محافظة صالحة تحب الصالحين، ومعتقدة بأولياء الله العارفين، وكنت على منهج محبة أولياء الله منذ الصغر وعندما بلغت من العمر ثلاثة عشر عامًا، توجت توجها دينيًا، علمًا أنني منذ السنة السادسة من العمر كنت أصوم وأصلي وأذهب للمساجد لأداء الصلوات.. عاشقًا للعلم والدين.
ويقول سيدي: وكنت أذهب إلى زيارات أولياء الله الصالحين من هذا العمر، وكنت كثير الزيارة إلى مولانا وسيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني وسيدنا الامام السيد أحمد الرفاعي وبقية أولياء الله الصالحين تقدست اسرارهم.
،

وأكثر طفولتي كانت في رحاب مجلس الشيخ عبد الكريم بيارة -رحمه الله-، ثمّ يسّر الله لي السلوك والطريق الرفاعي على يدي مولانا وسيدنا الشيخ سيف الدين الراوي ابن السيد عبد الوهاب الراوي ابن السيد أحمد الراوي الكبير.. الذي ينتهي نسبه إلى السيد نجم الدين أحمد الأخضر سبط الحضرة الرفاعية. 

وكان يعظني ويرشدني عبر الرسائل الورقية آنداك، ثم توجهت إلى زيارة الأولياء ومحبة الأولياء والعكوف على صحبة أولياء الله الصالحين وأنا صغير ونشأت نشأة علمية صوفية.. كان كتاب "البرهان المؤيد" للإمام السيد الرفاعي لا يفارقني، وكذلك كتاب "حالة أهل الحقيقة مع الله" و"السير والمساعي في أذكار الإمام السيد الرفاعي" و"الفتح الرباني" لسيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني، و"إحياء علوم الدين"، وبقية من كتب القوم هي الأهم التي عكفت عليها في أوائل الدرب، وسلّكتُ بها حالي.

فكانت النشأة نشأةً علميّة صوفيّة، ولا نرضى أن نغفل عن ذكر الله تعالى ولا ساعة واحدة ولا أن نترك العلم الذي نعتقد أنه بهما نصل إلى الله تعالى.

فاتباعنا لنهج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من خلال كتب القوم والتصوف رضي الله تعالى عنهم.

طَرَقَنا حالٌ في بداية السلوك من نهاية السبعينيات وحتى 1990م، ثم وأنا في هذا الحال متوجه لقراءة كتب القوم رضوان الله تعالى عليهم المتعددة والمتنوعة وهذه الكتب التي يكثر تعدادها منها كأمثال كتب الإمام الشعراني رحمه الله وأنا متأثر به كثيراً والأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية الذي كان ينصحني أولياء الله تعالى بقراءتها وكنت أقرأه ومواظبا عليه باتخاذه وردًا.

وكتاب حالة أهل الحقيقة والبرهان المؤيد فقد كنت أثبّت حالي على هذه الكتب والتي من تتبّعها يصبح بهما السالك يتمتع بأخلاق سامية فاضلة وصمت ووقار وحياء وتواضع وحلم وشجاعة في الحق وعفة ونزاهة وورع وتقوى وكرم وسخاء.

لذا يجب على السالك الذي ينهج النهج الصحيح أن يكون كثير الهدوء والاطمئنان وأن يكون عقله راجح يبني سلوكه على منهج أجداده ، وأنا من الذين تعلّقت بكتب الإمام، وتعشقت بكتب وبمنهج الإمام السيد الرواس رضي الله عنه، حتى كنت أتخلق بمشربه وبأذواقه وبأحواله ثم ذهبت لمطالعة كتب مولانا السيد أبي الهدى الصيادي.. الشرعية والفقهية كأمثال ضوء الشمس في قولهم بني الإسلام على خمس حتى اتخذته منهجا، وأصبح عندي حال به أميز بين الحق والباطل بين الصدق والكذب بين المدعي والصادق السائر إلى الله وبين المحب المتبرك وبين غيره.

وأكثر ما استفدت من كتب القوم أن زرع الله في قلبي الصبر، والصبر ثمرة من ثمرات التصوف وهو خلق محمدي وأدب قرآني، أدّب الله به رسوله صلوات ربه وسلامه عليه، ثم ببركة عناية أولياء الله تعالى وتتبع سيرة الحبيب العظيم صلى الله عليه وسلم كثر سخائنا وقل حرصنا ومحبتنا لهذه الدنيا الفانية الزائلة وهذا ببركة اتباعنا للقوم أولياء الله الصالحين الذين نهجوا وتربوا وربوا وعلموا وزكوا وتزكوا.

وكنت لا أفارق مراقد أولياء الله الصالحين ومتابعة أرواحهم والنهل من أحوالهم وعلومهم ومنهم سيدنا ومولانا الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره وكنت كثيرًا ما أذهب إلى هناك وأجالس الأولياء أهل المحو وأجالس العلماء أهل الصحو والحمد لله تعالى زرعت هذه الزيارات ملكة في قلوبنا.